Saturday, November 19, 2005

 
السبت 19 تشرين الثاني 2005
صباح الخير..
أريد إكمال الحديث عن الإسلام..
ربما يظن الغربيون أننا ننظر اليهم بعنصرية أو حقد أو ما شابه..
الإسلام حسب عقيدتنا هو دين جاء لكل الأمم...
ورسالة النبي محمد عليه الصلاة والسلام جاءت لتكمل رسالة من قبله من انبياء ورسل كثيرين آخرهم موسى وعيسى...
وفي القرأن آيات كثيرة تتكلم عن هذا الموضوع مثل بداية سورة آل عمران : الله لا إله الا هو الحي القيوم, نزل عليك الكتاب بالحق مصدفا لما بين يديه وأنزل التوراة والإنجيل
يعني القرآن يعترف بشرعية التوراة والإنجيل...
ولا ينكر او يلغي وجودهما...
وعندما يتكلم الرسول محمد عليه الصلاة والسلام عن الأنبياء الاخرين يقول : أخي موسى, أخي عيسى...
وخطاب القرآن لا يوجد فيه : يا أيها المسلمون
بل فيه آيات مثل :
يا أيها الناس
يا أيها الذين آمنوا
وهذا يثبت شمولية الخطاب, وليس ثمة ضيق أفق فيه
لا أريد الحديث بتفاصيل أكثر, حيث أن هنالك 200 موقع على الانترنت تتحدث عن دين الاسلام , العبادة والطقوس, والقرآن وتفسيره وأحاديث الرسول (ص
كما يقول باحث مصري قرأت له في احدى الصحف قبل حوالي شهر...
وهذا الباحث يقول إنه اكتشف أن هنالك عشرة آلاف موقع حاليا على الانترنت معادية للإسلام ,
وسؤال يطرح نفسه : لماذا ؟
ومن هو المسؤول عن إنشاء تلك المواقع المعادية؟
****************************
ومسألة الجهاد في الاسلام , هي أكثر مسألة مثيرة للتساؤل والنقاش...
في الغرب, وخاصة بوش وحكومته, يقول إرهاب, وتبرير إرهاب , وتمجيد إرهاب
ونحن نقول جهاد, ونمجد الجهاد..
الجهاد له تعريف حسب الاسلام, وله معنى...
أما الأرهاب, فهو فعل عبثي , لا معنى له, ويغضب الله ....
الجهاد واجب على الأمة إذا تعرضت لإعتداء , كما حدث في فترة الحروب الصليبية, كانت هنالك دولة إسلامية وخلافة, يعني مركز للدولة, وهذا المركز مسؤول عن تطبيق قواعد الدين بما يشير عليه علماء الدين, للخليفة الحاكم...
وبالجهاد وسحره على الناس, ظلوا يقاتلون 200 سنة, حتى خرج الصليبيون من مملكة القدس....
لكن أين دولة الإسلام الآن؟
بعد نهاية الحرب العالمية الأولى, وسقوط الدولة العثمانية , انتهى شيء إسمه دولة الخلافة الإسلامية, وتقسمت الدول العربية والاسلامية الى دول صغيرة, ووضعت لها حدود تفصلها عن بعضها, كالعراق وسوريا والاردن والسعودية ومصر, .....
تفتت الدولة الاسلامية الكبيرة, وجاءت اتفاقية سايكس بيكو 1918 لتقسم الوطن العربي المسلم, وتجعله مستعمرات, بعضها لبريطانيا, وبعضها لفرنسا, أما ليبيا فكان عليها استعمار ايطالي...
وعانت الدول العربية المسلمة من ظلم الاستعمار وقسوته...
وبالجهاد مرة اخرى, تلك الكلمة التي لها مفعول السحر على الناس , تحررت تلك الدول, ما عدا فلسطين , بعد أن قدمت شعوبها آلاف الشهداء , والجزائر وحدها قدمت مليون شهيد...
كلمة الجهاد كلمة مقدسة عند المسلمين, ولها معنى يرتبط بالهوية والانتماء , ورفض المحتل أو المستعمر الأجنبي...
المجاهد يضحي بنفسه من أجل أن يعيش الآخرون بعده بحرية وكرامة...
هذه هي الفكرة...
أما الإرهابي فهو قاتل عابث لا يقيم وزنا لحياته أو حياة غيره....
وشتان بين الثرى, والثريا...
***********************************
أما اليوم فكلمة جهاد صارت هي الكلمة القاتلة والسامة للغرب..
فهم يريدون نشر فكرة أنها إرهاب...
وحين ظهرت منظمات مثل القاعدة , وقادة مثل ابن لادن, والظواهري, بعد تفجيرات نيويورك, ولا ندري مدى علاقتهم بتلك التفجيرات , فقد رفض غالبية المسلمين هذه العملية , لأنها لا تعبر عن عقلية المسلمين ولا تراثهم , لا يوجد هكذا عنف في عقليتنا وموروثنا....

نحن نؤمن بالجهاد ضد من يدخل أوطاننا ويحتلها...ولا نؤيد الهجوم على بلدان اخرى, وقتل مدنيين, حتى لو كانت الاهداف هي تدمير اقتصاد العدو...
وهذه الأعمال أساءت للإسلام كثيرا...
وأدخلت العالم الإسلامي في ذهول وحيرة ونقاشات لا تنتهي حول شرعية هذه الاعمال..
ونحن نعلم أن اميركا , قبل هجوم سبتمبر 2001, تخطط لمواجهة الاسلام , فكتاب مثل تصادم الحضارات لهنتنغتون, وهو استاذ في جامعة هارفرد, واحد المفكرين الاستراتيجيين في أميركا , الكتاب صدر عام 1996 , يتكلم عن الاسلام كعدو قادم , يؤكد أن فكرة التصادم قادمة لا محالة...
وجاءت تفجيرات نيويورك 2001 , لتؤكد ما قاله الكاتب, مما أثار شكوك المسلمين حول العالم عن مدى تورط القاعدة حقا في هذا الموضوع؟
وعن مدى انتماء هذا التنظيم للمسلمين ؟
لقد قدم صورة مشوهة عنهم, وبرر هجوم الغرب ضدهم, وبرر تنفيذ خطة أمريكية طويلة المدى لتدمير بلاد الاسلام...

وبالنتيجة, صفة الارهاب, الصقت بالاسلام, شئنا أم أبينا...
وبقينا نفكر عن مدى حب بن لادن للإسلام, ومدى رغبته بمساعدة المسلمين, وما جدوى هذا التصادم مع الغرب ؟
وبدأت الحرب على الإرهاب, في افغانستان, ثم العراق, وفلسطين بطبيعة الحال إشتدت شراسة اسرائيل ضدها, ثم سوريا بدأت عليها الحملة الآن , وإيران عليها حملة من نوع آخر...
يعني المسلمون هم الخاسرون بعد تفجيرات نيويورك 2001 ولحد الآن.....
وخسائرنا أعظم من خسائر أميركا , في عدد الضحايا من البشر , ودمار دولنا واقتصادنا.....
فهل حقا تنظيم القاعدة يعمل لخير الاسلام والمسلمين ؟
*******************************
بعد احداث سبتمبر 2001
صار المسلمون يشعرون أنهم أقحموا في حرب لم يكونوا راغبين بخوضها...
وبعدما قررت إدارة بوش استثمار الموقف لصالحها , بدأت تهدد وتتوعد الدول العربية والمسلمة , هل معنى هذا أن الحل هو الإستسلام للقوة العاتية القادمة؟
ربما كان جواب معظم الأنظمة العربية هو : نعم, نستسلم, لا خيار آخر عندنا..

بينما ,أفغانستان, والعراق, وسوريا وايران وحزب الله في لبنان, هؤلاء رفضوا فكرة أن الاسلام ارهابي, وعاندوا اميركا , ووقفوا بوجهها...
ماذا حصل ؟
قصفت افغانستان, وسقط النظام وتم تبديله بنظام مطيع لأميركا..

ثم بدأت الحرب على العراق وتم تدمير الدولة كلها, ليس الحكومة وحدها, بل تم حل الجيش والشرطة وبعض الوزارات ودوائر الدولة , ووضع حاكم امريكي للعراق ثم مجلس حكم اختاره الحاكم الأمريكي, ثم حكومة مؤقته تدخلت فيها الحكومة الأمريكية نفسها , ثم انتخابات مشوهة تحت الاحتلال كانت بداية عام 2005
وفي ذات الوقت ثمة جماعات مقاومة متنوعة, بعضها يستهدف قوات الإحتلال والمتعاونين معهم, هؤلاء يؤيدهم الشعب العراقي ويعتبرهم مقاومة مشروعة... وبعضهم يفجرون سيارات أو قنابل بطريقة عشوائية تقتل المدنيين في المساجد والشوارع والأسواق الشعبية ....,
هؤلاء يشك العراقيون أنهم من أعوان ال
CIA
لانهم يريدون تشويه المفاومة الوطنية العراقية , وتشويه كلمة الجهاد واستبدالها بكلمة إرهاب....
يعني , بعد مرور هذه السنوات, والحصاد المر الذي جنيناه, يتبين أن المستفيد الأول والأخير من لتفجيرات نيويورك هي الإدارة الأمريكية , حيث تفردت بالقرارات, وهيمنت على العالم كما تشاء, كتغطية للحرب على الإرهاب
وطبعا الآن جاء دور سوريا وحزب الله في لبنان ليكونوا الهدف القادم ...
***********************************
في غياب دولة اسلامية, غاب رجال الدين الذين يمكن الوثوق بهم...
رجال الدين الآن في البلدان الاسلامية, تعينهم الحكومة, ويتكلمون ضمن افقها , مثل الببغاوات, وثمة كتاب لعلي الوردي , كاتب عراقي معروف متخصص بالتاريخ وعلم الاجتماع, يسميهم فيه : وعاظ السلاطين
يعني هم حفنة من مرتزقة, يأخذون رواتب, ويقولون ما يرضى الحكومة, وليس ما يرضى الله ورسوله, وهم أبعد الناس عن روح الإسلام الحقيقي...
وهم موجودون الآن في معظم الدول العربية والاسلامية , ويبررون جبن وتخاذل وتواطؤ الحكومات العربية والمسلمة عن مساعدة الفلسطينيين, أو العراقيين, أو السوريين..
لانهم يخافون على كراسيهم أن تطير , فلتذهب الامة والاسلام الى الجحيم....
هذا هو أفق تفكيرهم...
لذلك تاهت الأمة بين هؤلاء, وبين تنظيم غاضب له رؤيا حادة في معالجة مصائب المسلمين, مثل تنظيم القاعدة...
حار الناس بين تخاذل الحكومات الكريه المحبط...
وبين عنف هؤلاء الذين يسيؤون للإسلام , ويظهرونه بشكل أحمق , حيث يفجرون ويقتلون بطريقة عشوائية , ويبررون أن هذا لخير الاسلام...
وهم بهذا يخدعون الناس ويستقطبون فئات كثيرة من الشعوب العربية البائسة المثقلة بالحزن والغضب لما يحدث في فلسطين والعراق , فيكون أولادهم احيانا هم الوقود لهذه التنظيمات الغامضة الأهداف والنوايا, والمثيرة للريبة...

يعني مثلا : التفجير في فنادق عمان, هو ما تريده أميركا بالضبط, جاءت تهرول, ونددت وبكت ولطمت على الضحايا المدنيين, وبدأت ضغوطها على الحكومة لأجل تعديلات في مجلس الأعيان, وقيادات الجيش والشرطة , واتخاذ اجراءات مشددة ضد الارهاب ومن يبرره ومن يمجده, نحن نفهم ما يعنون...
سيكتبون قانون مكافحة الارهاب, ونتوقع ان يكون مبررا لتكميم الأفواه وتنزيل سقف الديمقراطية والحريات في البلاد, وستذهب نضالات عشرات السنين لتحسين وضع الحرية والديمقراطية في الأردن...
منذ الحرب على العراق , تولد تعاطف شعبي كبير في الاردن , مع العراق والعراقيين والمقاومة ضد الإحتلال
وهذه التفجيرات جاءت لتكون لطمة على وجه الشعب الاردني لتذهله, وتربكه, وتغير من مشاعره تجاه العراق...
وبالنتيجة نرى : أن هذه التفجيرات صبت في صالح أميركا وحربها ضد الاسلام...
****************************************
في تراث المسلمين, لا يوجد تمجيد لثقافة القتل والارهاب...
يوجد تمجيد لثقافة الموت في سبيل تحرير الأوطان, هذه ثقافة موجودة في كل بلدان العالم, آسيا, وافريقيا, واوروبا....
هنالك الكثير من الروايات العالمية التي تمجد دور البطولة للذين يموتون في سبيل تحرير الأوطان , أو الذين يموتون من أجل الدفاع عن المظلومين , وحقهم في حياة حرة كريمة ..
وكذلك رأينا في السينما أفلاما طويلة تحكي عن حياة أبطال مثل سبارتكوس مات من أجل تحرير العبيد المظلومين في روما...
وفيلم القلب الشجاع, مثله بروس ويلوس , وقام بدور البطل الآيرلندي ضد الإحتلال البريطاني ..
نحن لسنا شعوبا مريضة أو منحرفة العقيدة, تمجد من يقتل الأبرياء...
نحن كغيرنا من الشعوب , نكره الظلم والاحتلال الأجنبي, ونرى أن محاربته هي أمر لا يختلف عليه إثنان......
*****************************************
لذلك الناس في العراق والاردن دائما يشككون في وجود تنظيم يتزعمه الزرقاوي
, لأنه متخصص بعمليات غبية تهين الإسلام ...وتسيء اليه..
فإما هم شلة من الأغبياء وقطاع الطرق, يظنون الجهاد هو سفك دماء الناس...
وإما هم تنظيم تابع لل
CIA
والموساد ...
حيث أنه يدمر سمعة الإسلام والمسلمين ويؤذيهم أكثر مما يفيدهم...

أتذكر أن أول عملية قام بها تنظيم الزرقاوي بعد سقوط بغداد,
هي تفجير سيارة مفخخة أمام السفارة الاردنية في بغداد, وقتل عشرات العراقيين والاردنيين الأبرياء..
دائما نقول : أين الجهاد هنا ؟
هل هذا رجل معتوه؟
أم انه عميل
CIA
أم أنه مجرد شخصية وهمية , يختبيء وراءها أعداء المسلمين, الذين يريدون منا أن نتخلى عن الجهاد ...
ويخلطون عامدين بين الإرهاب والجهاد, لتقبيح وجه الجهاد , وجعل الناس ينفرون منه...
*************************
في العراق الأخبار تأتينا هذا الاسبوع بمزيد من الفضائح ..
الجيش الأمريكي اعترف بأنه استعمل غاز الفسفور الأبيض ضد سكان الفلوجة في العام الماضي حين حاصروها...
حرق جلود الناس, وخنقهم ,ثم قضى على حياتهم....
وقبل أيام وجدوا في بغداد سردابا لوزارة الداخلية العراقية فيه معتقلين عليهم آثار ضرب وتعذيب...
القوات الامريكية ترفض إجراء تحقيق دولي في الموضوع, لأن العراقيين ما عادوا يثقون بنزاهة الحكومة العراقية الحالية
من يوقف تجاوزاتها؟
من يرد الحق للمظلومين في العراق أو يدافع عنهم؟
منظمات حقوق الإنسان المحلية في العراق , تقول قدمنا 50 شكوى للحكومة عن قضايا تعذيب وانتهاكات حقوق انسان, ولا احد يجيب....
ودائما نقول : هذا يحدث في العراق, ولا احد يصدق ..
الناس مخدوعون بخطابات بوش هناك في اميركا , وغونداليزا رايس أينما ذهبت حول العالم تتباهى وتستشهد بالعراق كنموذج الديمقراطية الذي صنعته بلادها في الشرق الأوسط...
لا أدري من هو المغفل , الذي يصدقهم , ام الذي يصوغ خطاباتهم؟
********************************
قررت أن ألقي نظرة على خطابات الزرقاوي في مواقع الإنترنت , أو التي تنشرها الجزيرة,
وفكرت : هذه قناة الجزيرة , لو كان مكانها ليس في قطر, حيث مركز القيادة العسكرية الأمريكية , والتي ضرب منها العراق, ربما كنت أصدق أنها محطة تحب المسلمين وتدافع عنهم,
لكني معظم الأحيان, أجدها تضع السم داخل العسل في اخبارها, تأتي بخبر ظاهره فضيحة ضد حكومة عربية, والحقيقة هو لإثارة الفتن والصراع بين العرب والمسلمين, أكثر من قول حقيقة تفيدهم...
لماذا تتبنى أشرطة الزرقاوي وابن لادن والظواهري؟
وتتبنى بث أشرطة الذبح والتنظيمات التي تسيء للإسلام ؟
ولماذا لا تهجم القوات الأمريكية على المحطة وتأخذ الأشرطة وتحقق من أين جاءت؟
لماذا لا يعطون مبلغ 25 مليون دولار للذي جاء بصورة الزرقاوي الجديدة ليدلهم على مكانه؟
لكن هذه الأشرطة والمواقع الوهمية على الإنترنت هي قصص غير مقنعة أبدا
كثير من الناس عندنا يقولون هذه المواقع يتم تغذيتها من اوروبا او أميركا برسائل جديدة شبه يومية...
طيب, كلنا نعرف أنهم هناك , عندهم تكنولوجيا متقدمة للدخول الى مواقع الإنترنت
, وممكن أن يخترقوا مثلا مواقع القاعدة أو الزرقاوي على الانترنت ويعرفون فورا من وضع خطاب أو رسالة , يعني سيعرفون الوقت والمكان, ولو شاؤوا لقبضوا على جماعة القاعدة والزرقاوي من زمن بعيد

وانظر الى خطابات القاعدة على الجزيرة او مواقعهم...
الخطاب سخيف وساذج وفيه كلمات منقرضة مثل : الصليبيين والكفار...
وكأن كاتبه يعيش القرون الوسطى..
الخطاب ليس فيه أي تحليل عميق وواضح للصراع الحالي بين اميركا وبيننا, ولماذا جاءت واستهدفتنا؟
الخطاب لا يقول أن لنا شرعية للقتال ضد قوى الإحتلال...
هو يستهدف أميركا فقط لإنها صليبية وكافرة ؟
ما هذا الكلام الفارغ؟

وخطاب الإعتذار المزعوم للشعب الأردني , وقال انه لم يستهدف العرس وانما قاعة اجتماعات فيها ضباط مخابرات..
طيب, الذي يراقب فندق ويريد عمل تفجير, ألا يرى أعراس وعوائل في الفندق؟
ثم يرسل واحدة ثولة مثل ساجدة لا تعرف كيف تستعمل الحزام الناسف , وتهرب , وتمسكها الشرطة بعد أيام؟
شو هالتنظيم الفاشل الغبي ؟
طيب لماذا جاء انتحاريون من العراق؟
لماذا لم يكونوا اردنيين؟

قصص غير مقنعة, وكأنها تستغبي المواطن العربي والمسلم
, وتريد إيصال رسالة كاذبة ملفقة, المهم في كل هذا هو تبغيض الإسلام, وتشويه سمعة الجهاد ضد المحتلين في العراق وفلسطين....
معظم الناس يتشككون في أصل هذه التنظيمات , ويظنون أنها صنيعة أميركا, وتعمل ما تريده أميركا وتحقق أهدافها
أولا : ستلصق تهمة الارهاب على الاسلام,
ثانيا : ستشوه فكرة الجهاد ضد العدو,
ثالثا : ستبرر المزيد من الهيمنة الأمريكية على دول العالم تحت غطاء محاربة الإرهاب
وهذا ما يجري منذ تفجيرات نيويورك, ولندن,
والعراق , حيث عمليات قتل الأبرياء في المساجد والأسواق الشعبية من مدنيين عراقيين لإثارة الفتنة الطائفية وتشويش ذهن الناس فلا ينظرون تجاه عدوهم الحقيقي في العراق وهو قوات الاحتلال الاجنبية ,
الى تفجيرات فنادق عمان وقتل المدنيين الأبرياء , كلها عمليات غبية عبثية, تسفك دماء المسلمين, وتنشر الفوضى بينهم, وتشككهم بدينهم وعقيدتهم , وتسيء الى الإسلام في جميع أنحاء العالم...
لا تقولوا لي هذه نظريات المؤامرة...
ما عاد هنالك نظريات, هذا واقع الحال, مدننا كلها مخترقة أمنيا , وأصابع المخابرات الأمريكية والإسرائيلية في كل مكان, خصوصا في العراق بعد الحرب...

والنتيجة لكل هذه الفوضى هي : خلي الشعوب العربية والمسلمة بعد هذه الفوضى , تساق كالخراف , تأكل وتشرب وتنام , ولا تتدخل أو تعترض على ما يجري من ظلم في العراق وفلسطين , وممكن لهذه الشعوب ان تعمل نشاطات أخرى مثل التفرج على الأغاني والرقص, أو المسلسلات السخيفة التافهة لتبديد الوقت ...
ودعوا الأمر لأصحاب الأمر....
ومن هم أصحاب الأمر على أرض المسلمين هذه الايام ؟
إما حكومات ترتعش من أميركا وتفعل ما تأمرها به....
وإما تنظيمات حمقاء غبية تشوه الإسلام, مثل القاعدة, تفجر وتقتل وتسفك الدماء وتعيث فسادا في ألأرض , لتجلب اللعنة والكراهية للإسلام...............
وهو تماما ما تريده أميركا, فالنتيجة تصب لمصلحتها .....
**********************************************

وبعيدا عن هؤلاء , ثمة عرب ومسلمون مجاهدون حقيقيون شرفاء, تقتلهم اميركا في العراق أو تعتقلهم لأنهم يستهدفون جيشها , وتقتلهم في افغانستان أو تعتقلهم لأنهم يرفضون وجودها,
وثمة عرب ومسلمون في فلسطين تقتلهم اسرائيل أو تعتقلهم لأنهم يرفضون ظلمها , وثمة سجون في دول عربية واسلامية أو غيرها تمتليء بمن هم ضد اميركا وظلمها , وتشرف عليها وكالة الإستخبارات الأمريكية, ومن وقت لآخر تطلع منظمات حقوق انسان بتقارير تنشرها الصحافة ضد تلك السجون, لكن الناس يقرأون ويتهامسون, ثم يعودون للصمت

أيضا حتى لا أكون متجنية أو بعيدة عن الواقع
فقد بدأنا نرى جميعا ان ثمة تيار بدأ يظهر من رجال دين شرفاء في العراق الذين هم ضد الإحتلال
وضد الظلم واعتقال وتعذيب الناس
قبل الحرب كان رجال الدين التقليديين هم من ماركة وعاظ السلاطين
كانوا يتملقون لصدام حسين ويرتعشون منه
والمفروض حسب ديننا انه هو الذي يتملقهم ويريد رضاهم إن كانوا حقا يتكلمون بإسم الإسلام
والحمد لله بعد الحرب ظهر رجال دين أكثر صدقا في كلامهم وخطابهم للناس
وطبعا هؤلاء تمتليء بهم السجون العراقية الآن
ويعانون أشد انواع الظلم والتعذيب....

************************************
رغم ظلام الصورة
فما زال الكثير من المسلمين يؤمنون أن هذا وضعا مؤقتا , وأن النصر آت لا محالة, وأن اعداء الأمة سيهزمون
وبالجهاد وحده , سيتم إخراجهم من ديار الاسلام
مهما مكروا ودبروا من مؤامرات وقصص مزيفة لتلهية الناس, وتشويه صورة الاسلام ....
سينتصر عليهم الإسلام ,
فالله لن يضيع دينه......

Friday, November 18, 2005

 
Monday, November 7th , 2005

Good morning…

I do not know the meaning of the events going on in France these days?
There are some angry people setting fires to stores, schools, governmental buildings, and private companies, burning more than 2000 cars within 10 days… in various suburbs around the capital Paris…
It captured our attention some months ago, the repeated stories about fires breaking in residential buildings inhabited by immigrants from African origins… we didn't understand whether those were the acts of French extremists who do not want the immigrants to remain among them, or they were actually the indications of the misery in which these minorities lived, in apartment buildings without the least minimum standard of security factors…
That violence and anger on the streets says that some injustice was inflicted upon those people, and to an extent it was hidden, but now its details got to the whole world…
Perhaps it was some form of apartheid in getting jobs or personal rights, or employment opportunities… but it is a painful thing.
And what shall the government do?
Will they arrest hundreds, to stop the riot?
Do these events signify that there is a real economic deadlock of which the French government suffers, emerging as unemployment, then the anger of the poor classes? Or are there some unjust laws that segregates the people; this one is a genuine French, and this one is an immigrant, the first has full rights; work, social security and health insurance… while the second has none of those?
I mean, I remember the legislation concerning forbidding wearing the veil in the French public schools a few years ago, which contained a lot of injustice to those communities, depriving them of personal rights, or the right to express their identity…
I do not know… we all wonder at what is happening there…
Perhaps the coming days will carry the answers to us…
*****************************************
As for Iraq, the state is still the same…
The occupation forces is besieging Iraqi towns near the Syrian border; bombing houses, killing whomever they want, and no one knows what is happening there; perhaps it is the finishing-off of the remains of an Iraqi resistance that target the occupation soldiers with daily military operations, for the number of the dead American soldiers jumped to more than 2040, the Iraqi government is sending troops of the new Iraqi army to join the Americans, even if by form only, to bestow a legitimacy implying that the Iraqi government is in agreement with what is happening, and that there are some strangers on the borders, who are being chased, and liquidated…
The Iraqi government calls the occupation forces: The Multi-National Forces…
What a nice, romantic name…
We insist on calling them by their real, ugly name: The Occupation Forces, and nothing shall change the reality, even if they change the names…
We are the Iraqi people… and those are the occupation forces. That is the story in brief…
***********************************
A few weeks ago, we watched the trial of Saddam Hussein, for the murder of about 148 Iraqis in Haweeja, more than 20 years ago….
And by the Will of GOD, the Iraqis shall put on trial all whose hands are stained by killing the innocent people in Fallujah, Al-Qaim, Hadeetha, Al-Karrabilla, Al-Dilooia'a, and others…
There will come the day when we put the criminals in cages, and read them the prosecution list…
And all the people shall know then what really happened in those Iraqi towns….
GOD grants victory to the unjustly treated, even if after a while…
*************************************
The next month there is a new Iraqi election…
We do not hope for beautiful, "rosy" issues, nor for results that would fulfill our ambitions, by bringing totally nationalistic men and women, who can achieve the people's hopes in freedom, justice, and independence, but we do hope the next elections would be a little better than the last one, meaning; it would have more transparency, and would bring cleaner personalities…
And "cleaner" means: less corrupt in administration, more nationalistic in thought and action, less loyal and bent towards the occupation, and more merciful to the Iraqi people.
The first priority of the new leaders should be to achieve the least minimum amount of national unity among themselves, and provide the good livelihood to the Iraqis, by way of: reducing the embezzlement in the state administration, to provide enough public funds to employ people, improve their economic incomes, and rehabilitate the infrastructure of the country; water supply, electricity, sewage pipelines, and communications… billions of dollars were stolen out of the public Iraqi funds since the fall of Baghdad until now…. The first of which is the $ 9 billion that "disappeared" in the days of Paul Premer, and which he denied ever knowing about it…. He "established" the principle of stealing out of the public funds, and was an ideal epitome for the rest of the Governing Council members, to the ministers, and whoever officials who followed them…
How many projects could have been accomplished for the Iraqis, if that money would have been saved in the treasury?
How many employment opportunities could have been created, so that many Iraqi families could have lived by, and guarantee a good livelihood?
All of Iraq has turned into a giant robbery, since the occupation entered it…
Since the first day when they broadcasted the pictures of the fools who stole vases from the palaces, laughing, trotting…. And the series of robbing Iraq started…
And we have a parable that says: The abandoned money teaches the theft…
Of course, who shall judge who?
They are all thieves…..
And the Iraqi people are the victims……
*************************************
In the coming elections, 228 political formations shall take part, and 21 coalitions, (actually, they are all in all 100 political formations), so the total sum will be 328 formations, or group, or party…
In truth, there are four lists that will be the major ones, that will decide who will come into the next National Assembly, and of whom the new government will be formed…
The Kurds list, which will be the winner in the Kurdish regions without an opponent…
Then, there will be a hard competition between the remaining three lists: The Shia'ats clergy list, the list of Ayyad Alawi and the personalities with him, who are more pure than him, and the Sunny Parties list…
America perhaps supports Ayyad Alawi more than the others…
When he appears in TV interviews, he seems a pure nationalistic, more national that all of us, criticizing the policy of America and the occupation forces….
But the actual reality says: what did he do when he was in the interim government, as a Prime minister?
Didn't he sign the agreement for the occupation forces to bomb Fallujah and destroy it?
Fallujah was the beginning of the series of bombing Iraqi towns, under the pretext of eliminating insurgents and foreign terrorists….
And we know that they are killing the Iraqi resistance that is targeting their soldiers…
How do we trust this man, while we have a black experience with him?
Who guarantees that he will change his course towards the better?
As for the rest, the leaders of the Shia'ats Parties, they are losers and miserable, they have nothing but the speech of silly sectarianism, and their limited, narrow horizon, and they will fall, not this time perhaps, but in the next time, I mean; time can surely enlighten people and open their eyes, and can surely make these leaderships fall, those who came to drag us back to the mentality of the dark middle ages….those who divide us, not unite us….
GOD bless those who gather the Muslim's word, and unite them….
As for the Sunny Parties list, they have a better chance than the last elections, but if they do not broaden their horizon, and identify themselves as Iraqi National Parties, their support will remain limited… they must extend their popularity base to include all the Iraqis who oppose the occupation of Iraq and its vicious policies, they must include Sunnies, Shia'ats, Arabs, Kurds, Turkmans, and others from the hues of the Iraqi people… that is how this list will be the hope of the Iraqis… and if they do not win enough seats this time, they will get a better position in the next, next time, when they broaden their base…
Time is the best teacher….
Now, the conditions are sad in Iraq, and the national resistance's entity is still fresh, but by the passage of time, we hope she would get older, its body would be stronger, and its experience will ripen, so as to gain the people's assent, their respect, and the legitimacy of representing them….
I know that the presence of the occupation in the picture will deform everything…and will not let things go as we like them to go… but we have faith that everything will go on by the Will of GOD, not by the occupier's will…
We have faith that GOD sees us, hears us, and will grant victory to the truthful among us…..Amen.
*****************************
Translated by May/Baghdad.

 

الخميس 17 تشرين الثاني 2005

صباح الخير.....

الناس الذين يعيشون في دائرتنا الجغرافية, أقصد دائرة الدول العربية والإسلامية هنا في

العراق وسوريا والأردن ولبنان وفلسطين والسعودية ودول الخليج جوارها واليمن ومصر والسودان...

طبعا اخواننا في تونس والجزائر وليبيا وغيرها من دول اسلامية افريقية , هم مشمولون بالكلام, لكنني أظن سخونة الموقف عندنا اكثر , حيث هنا فلسطين والصراع المستمر مع اسرائيل , والعراق والقتال اليومي مع الاحتلال, وسوريا التي تقرع ضدها أميركا طبول الحصار والحرب , ونفس المعزوفات المألوفة...

يسمي الغرب هذه المنطقة الشرق الأوسط...

ونحن نسميها الوطن العربي...

في السابق كنا نظن أن ثمة اختلاف في التسميات , لكن الآن بدأنا نرى أنها سياسة مقصودة تماما في قول شرق أوسط, لأنهم يريدون إضافة اسرائيل لتصبح جزءا من عالمنا, فلا داعي لهوية مزعجة, عربية أو إسلامية, خذوا أخوكم الجديد وأدخلوه في العائلة, واجعلوه جزءا منها, خطية, هذا أخوكم صغير وبريء ويريد أن يكون عضوا من عائلة الشرق الأوسط, فلماذا انتم لؤماء ومتعجرفون؟

ههه

هكذا يبدو الخطاب الغربي لنا...

إسرائيل دولة حلوة حبابة ديمقراطية, بس إحنه وحوش متخلفين عنصريين, لا نريدها , ربما لأننا حسودين, نغار من ديمقراطيتها, ونغار لأن اميركا تحبها, ونتبلى عليها أنها دولة إرهابية ومارقة, ولا تحترم القوانين الدولية لحقوق الإنسان تجاه الفلسطينيين, و عندها أسلحة دمار شامل تهدد به جيرانها.. و تشن غارات يومية من قصف وقتل للفلسطينيين في مدنهم وقراهم, وعملت حملة إبادة للشعب الفلسطيني منذ 1948 حتى الآن.....

لماذا نرفض إقامة علاقات طبيعية معها؟

ألأننا مسلمون ؟

وديننا متشدد ومتوحش ويكره الآخر؟

نعم...

هذه صورتنا في الغرب...

حتى الذين يعيشون في منطقتنا , جزء منهم , أو ربما كثير منهم, لا يملك إجابة عما يحدث للإسلام والمسلمين, ولماذا حملة التشويه والتبغيض ضدهم في كل انحاء العالم؟

البعض منهم انقلب على نفسه, وصار يشتم الاسلام ويتملق للغرب...

لكنهم بؤساء فاشلون...سيكتشفون حماقتهم ذات يوم , إن اراد الله انقاذهم من جهلهم...

******************************************

حين أنهيت قراءة كتاب عالم صوفي , والذي فيه مختصر 3000 عام من فكر وثقافة اوروبا, فهمت كيف أنهم عامة, انحازوا للإنسان وحريته ورغباته ونظرته في تفسير الأمور, أكثر من إنحيازهم لله أو السيد المسيح ودينه وتعاليمه ونظرته للعالم...

ورأيت كيف تصدعت المسيحية , منذ بدايات عصر النهضة ( نهاية القرن الرابع عشر ) والعصور بعدها...

حين كنت في أميركا قبل عدة شهور, كنا نتكلم في المعهد , في إحدى المحاضرات عن الصراعات في المجتمعات, وعندما قدمت المجموعة الأمريكية نظرتها للصراع الحالي في المجتمع ( وهو جزء من المجتمعات الغربية الحالية )

ركزوا على نقطتي صراع ,بين المتشددين والمحافظين من جهة , وبين محبي الحرية من جهة أخرى, في هذه الفترة من تاريخ المجتمع الأمريكي :

المطالبة بحق النساء في الإجهاض

والمطالبة بحق الشاذين من نساء ورجال , بزواج قانوني يعترف به المجتمع والكنيسة

طبعا , اليوم زاد إدراكي لمعنى جملة الفيلسوف الدنماركي كيركيغارد حين قال ان الثقافة الغربية تتجه نحو الإفلاس....

طيب حصلتم في رحلة طويلة من النضالات على حقوق الإنسان , حق التعبير, حق العمل, حق المرأة, ثم حق الديانة أو الإلحاد , حق الزواج الشرعي أو لا, حق إنجاب أطفال شرعيين أو لا, ألم تسألوا أنفسكم يوما , الى أين يؤدي بنا هذا الطريق؟

الآن وصلتم الى قصة الإجهاض والشاذين , وغدا الى أين؟

كنت أسأل بعض النساء المشاركات في دورة المعهد حول السلام....

البعض منهن إعترف انه طريق سخيف وعبثي ويجر المجتمع الى مزيد من الضياع , والبعض يراها حقوق إنسان....

وأنا لا أدري , هل هؤلاء الناس يستحقون الحزن والرثاء الى ما وصلوا اليه , ام يحتاجون من يأتي ليشرح لهم من جديد ما معنى الحياة ؟

من خلقنا ؟

ما هي فلسفة وجودنا ؟

لماذا خلقنا رب العالمين , هل كان يلعب ويلهو أو يشعر بالملل أم عنده فكرة معينة من جدوى هذا الخلق؟

ربما بالنسبة لهم هم يعيشون حياتهم بالطريقة التي يرونها مناسبة, لكن ضمن هذا النسق المفتوح على كل الإحتمالات , أن تؤمن أو لا تؤمن , أن تتزوج أو تنجب اطفال بطريقة شرعية أو غير شرعية, لا يهم , كله سواء, ان تكون بوذيا أو مسيحيا أو يهوديا أو مسلما او بهائيا أو من عباد الشيطان , لا يهم , كله سواء...

طيب , ما هو الفاصل بين الخير والشر ؟

كيف يمكن تقييم أي موضوع في العالم , اذا كانت كل الأشياء سواء ؟

وما معنى دين معين مثل الإسلام , وسائل الإعلام الغربية تتخذه معظم الأحيان هدفا للضرب والتشويه والتحقير , ماذا سيفهم الناس عنه؟

إذا كانت الغالبية قد تخلت عن الدخول بتفاصيل المسيحية , وابتعدت عن تعاليم المسيح , وثمة إنكار ورفض للإنتماء بطريقة شرعية للدين المسيحي, الذي هو جيل آباء وأجداد الغربيين , فماذا سيكون موقفهم من دين غريب مثل الإسلام ؟

أتذكر نظرة في عيون رجل وإمرأة عجوزين , يجلسان على كرسيين متجاورين في مطار أمستردام, مضيت أمامهما أحمل حقيبتي , قبل شهور , وكنت ألبس حجابي, ولا أقدر أن أصف لكم نظرة الإستغراب المخلوطة بالفزع التي كانا يلقيانها على وجهي, .

كأنها يريان مخلوقا فضائيا مثيرا للرعب أمامهما....

كنت سأنفجر من الضحك على منظرهما....

هؤلاء البؤساء ضحايا الإعلام الغبي الذي هناك...

عى أية حال , لا ألومهم ...

الكثير من العرب والمسلمين أنفسهم, لا يدرون ما الذي يحدث للإسلام , وما هذه الضجة والعدوانية تجاهه......

البعض منهم يفقد ثقته بنفسه , ويفقد ثقته حتى بالاسلام , ويصدق أنه دين متخلف وعدواني, هذا البعض الجاهل للأسف , لم يكلف نفسه قراءة كتب الإسلام , أقصد القرآن, وأحاديث النبي, وسيرة حياته, بقلب نظيف وعقل بلا تشويه...

البعض يقرأ هذه الكتب وقلبه وعقله غاضب وحاقد على الإسلام...

وأنا أقول له : لا تتعب نفسك, فلن ترى سوى إنعكاس حقدك وغضبك..

لن تفهم شيئا , إن كانت روحك قد تشوهت , فستفهم كل شيء بطريقة مقلوبة..

والذي نفسه نظيفة, صافية , فيها الفطرة السليمة, سيفهم إن شاء الله, وسيشرح الله صدره بذلك الفهم.....

********************************

لفت نظري من تاريخ اوروبا مفكرين إثنين : هيغل وماركس, حيث نظرياتهم تتكلم عن فلسفة التاريخ وطريقة مساره, والثانية عن النظام الرأسمالي ومساره...

فكرة هيغل أن التاريخ يتطور بطريقة جدلية , فكرتين تتصارعان, ثم تضعف احدهما وتأتي ثالثة لتتصارع مع الفكرة القوية من السابقتين , ثم تتصارعان لتضعف احداهما وتأتي فكرة جديدة في الساحة وهكذا...

لو رجعنا للتاريخ الى الوراء, عند ظهور الاسلام مثلا , كانت الامبراطورية الفارسية تتصارع مع الرومانية, جاء الاسلام , تصادم مع الفارسية , وضعفت وذهبت, جاءت الرومانية وتصادمت مع الإسلام , ثم تلاشت, جاءت الصليبية وتصادمت مع الاسلام ثم عادت الى اوروبا حيث صدامات وصراعات ادت الى حروب عالمية اولى وثانية...

طيب , في بداية القرن العشرين كان هنالك الرأسمالية تتصادم مع الفاشية بقيادة هتلر وموسوليني, والشيوعية ما زالت فتية, ضعفت الفاشية وانهارت...

قويت الشيوعية وتصادمت مع الرأسمالية لسنوات طويلة,,

انهارت الشيوعية, بقيت الرأسمالية لوحدها تعيث فسادا وتستعرض عضلاتها...

من عدوها اليوم؟

هي شخصته من خلال كتب منظري الفلسفة الأمريكية الحديثة مثل هنتنغتون في كتابه تصادم الحضارات...

حيث قال أن العدو القادم هو الاسلام , ثم الصين

الإسلام كعقيدة سيواجه زحف الرأسمالية الى مقر وجوده ( ما يسمونه الشرق الأوسط الكبير ) من افغانستان شرقا الى المغرب غربا...

والصين كقوة اقتصادية تهدد الرأسمالية فيما لو زحفت لتهيمن على باقي دول العالم...

إذن , شئنا أم أبينا , فالإسلام دخل معادلة الصراع بطريقة ما, وهو الآن عدو الرأسمالية رقم واحد في هذه المرحلة , كما كانت الشيوعية هي عدو الرأسمالية في المرحلة السابقة...

لكن...

الرأسمالية الآن, لا تعيش حالة التألق الذي كانت عليه سابقا..

الرأسمالية تلفظ أنفاسها حسب مواصفات ماركس...

رغم كل ما شاب نظريته من ثغرات , فإنني أرى فيها الكثير من الحقيقة على أرض الواقع, من إستغلال أيدي عاملة رخيصة, ومن سياسات لا عقلانية في التعامل مع الأسواق ولا اعتدال فيها , ثمة عقلية شرهة تتحكم بالرأسمالية مثل دودة شرهة تأكل ولا تشبع...

ثم المضاربة والتنافس بلا رحمة, بتقنيات جديدة , حتى وصلت الى مرحلة استعمال مكائن بدل البشر كما في البنوك والمقاسم التلفونية وفي السيطرة الاوتوماتيكية على عمل المكائن في كثير من الصناعات, هذا التطور التكنولوجي أفرز الالاف من العاطلين عن العمل, والفقراء والمشردين...

هذه وجوه الرأسمالية القبيحة التي تعجل بنهايتها...

ثم المشكلة التي الآن في فرنسا هي نموذج لمشاكل الدول الرأسمالية حتى لو ادخلت اشتراكية في نظمها كما تدعي , وستظهر مثلها في دول اوروبية أخرى, هو هذه الجماعات المهاجرة التي جيء بها في وقت ما, لتشغيل المصانع بأرخص الأجور ....ثم الآن, تحولت الى أيد عاطلة عن العمل , وهي مصدر مشاكل للمجتمع , المشكلة الرئيسية هي ازمة اقتصادية, تحولت لتظهر بشكل أزمة اجتماعية ...كما قال ماركس, ستأخذ الأزمات الاجتماعية في الظهور, ستظهر طبقات فقيرة عاطلة عن العمل , وحتى الذين عندهم عمل, ستقل اجورهم وامتيازاتهم مع الوقت....

والحكومة الفرنسية تتخبط في تفسير الموضوع, مرة تقول مسلمين, ومرة تقول تعدد زوجات, الأرقام تقول ان 50 % فقط من اؤلئك المهاجرين هم مسلمون, طيب ماذا عن تبرير تجده الحكومة لتفسير المشكلة لغير المسلمين ؟

والإمبريالية هي أقصى حالات الرأسمالية ..كما يقول ماركس..

ها هي الرأسمالية تذهب للعراق لتهرب من أزماتها الإقتصادية وشركاتها تبحث عن أسواق جديدة لمنتجاتها...

ثمة إرتباط واضح بين الرأسمالية و وتقبلها لفكرة الاستعمار والامبريالية , طبعا, هذه الايديولوجيا تغذي تلك , وتبقيها على قيد الحياة...

إذن , الرأسمالية البائسة لم يتبق لها سوى غزو العراق واحتلال منابع النفط , لتعيش بضع سنوات أخرى...

والعراق وما حوله, هي دول اسلامية...

يعني الشرق الأوسط الكبير من افغانستان الى العراق وايران وسوريا وفلسطين الى مصر والسودان وتونس والمغرب , كله دول إسلامية ....

إذن, هل جاء استهداف الاسلام , أو التصادم معه, أو تبشيع صورته , مجرد صدفة؟؟

************************************************


Wednesday, November 16, 2005

 
الأربعاء 16 تشرين الثاني 2005
صباح الخير...
كنت مشغولة في الايام السابقة بقراءة كتاب عن تاريخ الفلسفة في اوروبا..
وهو على شكل رواية مسلية, يعني ليس شرحا ثقيلا مملا...
الكتاب اسمه : عالم صوفي
والمؤلف : جوستاين غاردر , وهو نرويجي ويعمل أستاذا للفلسفة وتاريخ الفكر
**********************
ربما البعض سيقول : شوفوا هاي وين عايشه , العالم قتل و خراب ومصائب,
وهي تتكلم عن كتب فلسفة !
هيهي
والله الدنيا متعبة , والذي يظل يلاحق أحداثها , يتحطم ولا يحصل على شيء...
لذلك لا بد من إستغلال الوقت في عمل مفيد, مثل القراءة, يوسع مداركنا , ويطور وعينا , وربما يساعدنا أن نجد اجوبة لأسئلة كثيرة تدور في رؤوسنا...
احداث كثيرة حصلت هذا الأسبوع في الدول حولنا , وكلها محبطة :
انتخابات في مصر, والناس تطلع مظاهرات غاضبة تتهم الحكومة بتزوير النتائج واعطاء مقاعد البرلمان لأعضاء الحزب الحاكم...
طيب , لماذا ؟
المرشحون المنافسون للدولة هم من حزب إسلامي قديم, وفكره معتدل, لماذا لا تعطون فرصة لهذه الأحزاب لتكون في السلطة؟
أليس هذا قمع للديمقراطية؟
أليس هذا أفضل من ان تطلع احزاب متطرفة غاضبة تفجر وتقتل نتيجة سياسة الحكومة في الكبت وتكميم الأفواه المستمر ؟

وسوريا تتعرض لضغوط سياسية من أميركا كالعادة, هذه التي تستمتع بلعب دور الشرير في كل القضايا التي تخص منطقتنا , والناس في سوريا والبلدان العربية المجاورة , غاضبون, ويرون أن اميركا تخطط لتدمير سوريا كما فعلت في العراق...

وفي العراق الوضع ما زال في فوضى, الحكومة وقوات الإحتلال تعيشان عالما خاصا مشتركا من مخططات للمستقبل وماذا وكيف سيكون المستقبل العراقي , بعيدة عن عالم المعارضة التي تريد خوض الإنتخابات في منتصف الشهر القادم وتأمل ان تحقق أحلاما من نوع آخر, كإخراج قوات الإحتلال, وتسليم السلطات للعراقيين, وجعل أصحاب القرار في مستقبل العراق هم العراقيون...
كل يوم المحطات العراقية غير الحكومية تأتي بصور عن رجال عراقيين معتقلين يقفون بمذلة وعيونهم معصوبة , من مدن عراقية مختلفة , وحولهم قوات احتلال وشرطة عراقية , ومداهمات بيوت, وتفتيش ,واعتقالات, ومظاهرات...
ومدن أو قرى عراقية مهدمة بيوتها, من جراء قصف قوات الإحتلال والتي تطارد المتمردين , متمردين على من ؟؟
أليس التمرد على الإحتلال حقا مشروعا؟
أم تغيرت قوانين العالم منذ أن جاءت اميركا لتحتلنا؟
وأخبار عن عمليات انتحارية ضد قوات الاحتلال واخرى ضد الشرطة العراقية وفي كل الأحوال ثمة ضحايا مدنيين عراقيين...
ويبدو أن العراق سيحتاج الى معجزة ليتحول الى بلد آمن مستقر, وشعبه راض عما يحدث داخل أراضيه...

وفي الاردن , جاءت تفجيرات الفنادق, لتكون القشة التي قصمت ظهر البعير...
العراقيون هربوا من التفجيرات في العراق, فلحقتهم للأردن, وقتلت بعضا منهم, والأردنيون مرعوبون من أن تمتد النار في العراق لتحرقهم معها...
ونحن نرى أن هذه النار مؤهلة ان تمتد الى كل دول الجوار إن لم تجد اتفاقا دوليا ومحليا على إخمادها...
أميركا أشعلت النار في العراق, وها هي ترتجف وتأتي غونداليزا رايز الى عمان, وبل كلنتون وهلاري كلنتون وكوفي عنان, كلهم جاؤوا الى الاردن
ونتساءل : ما السبب يا ترى؟
هل هو حقا الحزن على الضحايا المدنيين الأبرياء الذين سقطوا ؟
من يقنعني أن هؤلاء عندهم قلوب او ضمائر؟
ولماذا هي معطوبة لا تشتغل تجاه الضحايا من المدنيين العراقيين ولا تحس بهم, ولا تتحرك لفعل أي شيء لإيقاف الجحيم هناك؟
أم هي مصالح ؟
نعم ,الدنيا مصالح ....
من يهتم بالفقراء والنكرات التي تسقط وتموت كل يوم في العراق؟
ليس فيهم ثمة غني, أو شخصية مشهورة...
حتى عقول الناس وضمائرهم صارت تشتغل على الريموت كونترول...
إذا الحكومات غضبت ونددت ودعت الى مظاهرات, ركض الناس وتفاعلوا..
وإذا الحكومة لزمت الصمت, همس الناس بينهم , اعتراضا وتذمرا, ولم يفعلوا شيئا, هم يعلمون أن الحكومات لن تعطي تراخيص مظاهرة ضد ارتفاع الاسعار أو ضد الحرب على العراق, لكنها تطالبهم بالخروج بمظاهرة ضد الإرهاب لأن مصالح الحكومة تضررت ...
لا أدري من المنافق , الحكومات ؟ أم الشعوب؟
لا أدري من تشوهت قدرته على الرؤيا وتمييز الأمور , الحكومات؟ أم الشعوب ؟
وثمة ضحايا مظلومة مهمشة, تنتظر دائما من يقف للدفاع عنها ....
*****************************************
وعلى ذكر المهمشين , كلنا رأى ما يحدث في فرنسا , والفقراء العاطلين عن العمل, من المهاجرين, وكأنهم مواطنين نص كم...يعني يعيشون بنصف الحقوق للمواطنين الأصليين
هذه فرنسا التي تاريخها فيه عصر التنوير, و أول لائحة حقوق الإنسان...
لماذا العالم يتجه للخلف؟
وهل الحلول هي اعتقالات و منع تجول وقانون طواريء قد يستمر الى شهور؟
لماذا كانوا يقولون صدام حسين دكتاتور وظالم وغير عادل...
أرى في وجوه حكام أوروبا وأميركا, الكثير من ملامح الشبه بينهم وبين صدام حسين..
والله أرى هذه العولمة قد فتحت عيوننا على زيف الحكومات الغربية, هي ليست أفضل من حكوماتنا.....
دائما حين تجد نفسها في مأزق , تتصرف بإستبداد, وتضرب بيد من حديد , لحماية مصالحها.... حتى لو كان الذي أمامها هو شعوبها, وليس شعوب مستعمرات ...
لي صديقة فرنسية , ارسلت لي ايميل, وقالت انها كانت تعمل منذ سنوات مع هؤلاء الشباب المهاجرين, وقالت انها كانت تفكر دائما ان ثمة قنبلة موقوته ستنفجر يوما ما, لأنهم يعيشون اوضاعا صعبة تتراكم من سنوات...
لا شيء يأتي بدون اصل , بدون سبب...

حين قرأت كتاب الفلسفة هذا لفت نظري الفيلسوف (كانت ) الذي تحدث عن الوعي وكم له علاقة بمعرفة حقيقة الأشياء..
ثم تكلم عن قانون السببية , يعني لو كنت جالسا في الصالون, ومعك هر, وجاءت كرة تتسلل امامك, الهر سيلاحقها دون تفكير, لكن الإنسان سينظر من حوله ليرى من أين جاءت ؟
لماذا ؟
لأن عنده عقل, يفكر, ويحلل, ليعرف السبب..
البارحة ضحكت حين سمعت ان ثمة حملة تقوم بها الحكومات ابتداء من اميركا حتى الحكومات التي تواليها, الحملة تقول : نحارب الإرهاب وكل من يبرر الإرهاب..
وفهمنا من هذا أن نكمم أفواهنا ولا نفكر من أين جاءت الكرة المتدحرجة في الصالون, أقصد من أين جاءت عصابات الإرهاب القبيحة هذه؟
ممنوع أن نسأل أو نقول أن الحرب على العراق هي السبب , وهي التي جاءت بالفوضى والدمار لكل المنطقة, وصار العراق بؤرة للإرهاب, يصدر النار الى جيرانه...
ممنوع أن نقول هذا , هذا تبرير...ومشاركة للإرهابيين في أعمالهم..
هممم..
متى سنتعلم كيف نحترم عقول البشر؟
أرى العالم يتراجع للخلف....
والحكومات تضطهدنا دائما , رغم أنها تدعي حبها للحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان..
أبسط حق هو ان نفكر..
هل هذا ممنوع أيضا؟
هل مطلوب من الشعوب أن تلعب دور الخراف الغبية دائما, حتى تستقر البلاد ؟
لا ادري كيف يمكن تجاوز هذه المحن ؟
يعني حين أفكر بالعصابة التي هاجمتني في بغداد قبل سنة, ووضعوا الرشاشات في وجهي, واخذوا سيارتي , وهربوا, في ظل وضع امني متدهور, وغياب دولة وسلطة شرعية فاعلة...
هل أبكي وألعن العصابة؟
أم الذين دمروا العراق وسمحوا لهذه العصابات أن تتجول في العراق, تسلب وتنهب وتقتل ؟؟
هل أنا متعاطفة مع العصابة؟
أم أنني أحملها مسؤولية الجريمة , وشريكها هو من شن الحرب على العراق, ودمر كل شيء, وأقام الفوضى....
كلاهما مجرم إرهابي , إستهدف الآمنين الضعفاء , وأتلف حياتهم.....
*************************
أعود للكتاب...
الكتاب مدهش, كأنه وضع النقاط والحروف, ففهمت ما كان غامضا من تاريخ اوروبا, وفهمت لماذا ثمة فجوة بين الثقافة الغربية, وثقافة الشرق, أو منطقتنا خاصة...

بدأ الناس في اوروبا تاريخهم بالأساطير..وتعدد الآلهة , ثم جاء فلاسفة مثل سقراط وافلاطون وارسطو, كانوا يحبون الجدل والبحث عن أجوبة لأسئلة صعبة مثل :
من خلق العالم؟
هل الله موجود؟
هل العالم أزلي؟
ما معنى الروح؟
هل هي باقية أم فانية؟

وكان الفلاسفة يضعون نظريات وأجوبة من اجتهادات حسب ادراكهم , ورؤيتهم للعالم آنذاك...

ثم تكلم الكاتب عن الفرق بين الثقافات آنذاك ( أظنها نفس الفروق ما زالت موجودة حتى اليوم
قارن بين الثقافة الهندو- اوربية ( يعني ثقافات هندية وصينية واغريقية مثلا ) حيث فيها صفات مشتركة...
والثقافة السامية ,حيث يمثلها العرب واليهود وهما من اصل واحد , وجدهم النبي ابراهيم عليه السلام ( لماذا في الغرب الذي ينتقد اليهود يتهمونه بالعداء للسامية والذي ينتقد العرب لا يتهمونه ؟ )
وقال الكاتب أن الثقافة الهندو آسيوية تؤمن :
بتعدد الآلهة, تسمح بعمل تماثيل وصور للآلهة , الكون مسرح صراع للخير والشر , التاريخ له دورات تنتهي وتتجدد, تناسخ الارواح , الدين هو حالة مجرد تأمل وابتعاد عن الناس...

بينما عند الساميين الذين يعيشون في منطقة الجزيرة العربية وما حولها والذين ظهرت عندهم الديانات الثلاث :
أنهم عبدوا إلها واحدا ( موحدين ) حتى قبل نزول الأديان
عندهم رؤية خطية للتاريخ ونهايته يوم القيامة
عندهم ان الله يتدخل في التاريخ , وكانت هذه جذور الكتابات الدينية
حرموا رسم الله أو صنع تماثيل له

ولذلك عندما ذهبت المسيحية الى اوروبا, تأثرت بالثقافة الاغريقية والرومانية فأمتلات المعابد بتماثيل وصور السيد المسيح ومريم العذراء...
*******************************************
رأيت من خلال الكتاب كيف انتقلت المسيحية الى اوروبا, وكيف كانت الصراعات الشديدة بين الفكر الفلسفي الذي يؤمن بالعقل, والفكر الديني الذي يتطلب الإيمان أكثر من العقل...


وفي العام 529 ميلادي وضعت الكنيسة يدها على الفلسفة الاغريقية , وسيطر رجال الدين على التعليم , والفكر , والتأويل...
هذه الفترة استمرت 1000 عام, ويسمونها في اوروبا العصور الوسطى , وبنهايتها جاء عصر النهضة...
خلال العصور الوسطى انتشرت المسيحية في دول اوروبا , وهذه السنوات شهدت انحطاطا حقيقيا بعد ان كانت المرحلة الرومانية مرحلة ثقافة ومكتبات وفنون وعمارة ابنية..
وفي هذه المرحلة سادت الاقطاعية , واصبح النبلاء يملكون الاراضي ويشتغل فيها الفلاحون كالعبيد...
وصار مركز الكنيسة الكاثوليكية والبابا في روما...ولا يقدر أحد من الملوك والأمراء على التمرد عليها...

في هذا الوقت , كانت الثقافة الاسلامية قد بدأت تتفتح وتنتشر في الشرق الاوسط وافريقيا واسبانيا وأجزاء من آسيا ....
ولما دخل المسلمون الاسكندرية , اطلعوا على الفلسفة الرومانية, وترجموا الكتب , وفسروا نظريات وفلسفة ارسطو, واضافوا اليها من افكارهم, وظهر الفارابي والكندي وابن رشد كفلاسفة تاثرت بهم اوروبا لاحقا , وابن خلدون كمؤسس لعلم الاجتماع في كتابه المقدمة , وابن باجه وابن طفيل كفلاسفة اخلاقيين ...

*********************************
طوال فترة القرون الوسطى كان يوجد ثمة صراع بين المسيحية والتراث السابق, كأن ثمة فصام بين ما يقبله العقل بطريقة مجردة, وبين ما يفرضه الدين من أمور قد لا يدركها العقل مثل وجود الله , والروح , وموت المسيح, وقيامته من قبره ..
ظل البعض يستنكر الدين وما جاء به باعتباره خارج حدود العقل...
الفلسفة الاغريقية كانت تقول ان العالم موجود منذ الازل, بينما الكتاب المقدس يقول ان الله خلق العالم من العدم...
ظهر فلاسفة مسيحيون في تلك العصور مثل القديس اوغسطينوس حيث قال ان في الدين حدودا لا يمكن للعقل تجاوزها, وان المسيحية هي سر الهي لا يمكن ادراكه الا بالايمان وحده..... وقال ان الانسان لا يحق له ان ينتقد الله
ثم جاء نهاية العصور الوسطى القديس توما الأكويني وقال ان ليس ثمة تناقض بين رسالة الفلسفة والعقل من جهة, ورسالة المسيحية أو الايمان بالله من جهة اخرى... وحاول اضفاء روح المسيحية على فلسفة ارسطو...
*********************************************
بعد وفاة توما الأكويني , تصدعت الثقافة المسيحية وأخذت الفلسفة والعلوم في الانفصال التدريجي عن لاهوت الكنيسة
وتعايشت الحياة الدينية مع العقل...
هنا بدأ عصر جديد أسموه عصر النهضة ( نهاية القرن الرابع عشر ) حيث بدات عملية نبش التراث والعودة الى الرسوم والمنحوتات , وتعلم اللغة الاغريقية من جديد...
اعتبروا ان فترة القرون الوسطى كانت تركز على الله..
اما عصر النهضة فصار يفكر بالانسان والانسانية...

تميز عصر النهضة بثلاثة انجازات :
البوصلة , وهذ شجعت على الابحار والغزو لاراضي جديدة
البارود , وهذا شجع على التسلح والغزو ايضا
الطباعة , هذه ساعدت على انتشار الافكار بسهولة

في هذا العصر بدأ ظهور الطبقة البرجوازية , ورأس المال , والاقتصاد , والتجارة, والايدي العاملة...
تكونت طبقة رأسمالية , وصار المال يتحكم بكل شيء...
وصار البرجوازيون يتحررون من الاسياد الاقطاعيين وسلطة الكنيسة , وعادوا لثقافة الاغريق...
أعيد النظر للإنسان في هذه الفترة , وصار هو المهم , بينما في العصور الوسطى كان ينظر اليه كمخلوق خاطيء...
وهنا حدث ارتداد عن تقديس الله الى تقديس الانسان...حيث ركزت الفلسفة الجديدة على الفردية, وصارت التركيز على الانسان مثل رسم صور عارية أو صنع منحوتات للبشر...
وسادت فكرة ان الله لم يخلق الانسان لخدمته فقط, وانما يستمتع بالحياة ,
وصار الانفتاح بلا حدود لحرية الانسان , وطاقته, وحواسه...
عكس الفكرة السابقة التي تلح على الاعتدال وضبط النفس...
صار انفتاح واسع على الفنون , العمارة , الموسيقى, الفلسفة , العلوم..
وقاموا بعملية بعث لمدينة روما, وبنوا كاتدرائية ضخمة على قبر القديس بطرس...

الكنيسة ظلت تمثل وجه السلطة والعنف والاستبداد, حيث احرقت في ساحة روما عام 1600 ميلادي جيوردانو برونو الذي كان من المفكرين , حيث قال ان الله موجود في الطبيعة , وان الكون ازلي
ثم ظهرت طبقة من العلماء في القرن السابع عشر, مثل غاليلو , وتجارب علمية وافكار جديدة , صارت المعرفة هي السلطة , صار البشر يتعرضون للطبيعة ويصبحون اسيادها...
ظهر العلماء الذين اكتشفوا قوانين الجاذبية وحركة الكواكب ( غاليلو , كوبرنيكوس, نيوتن
وهذه القوانين جعلت الناس يثقون اكثر بعقل الانسان وينسحبون من الدين..
***************************
بعد ذلك ظهرت الحركة اللوثرية لإصلاح الكنيسة ورفض فكرة صكوك الغفران..
وظهر البروتستانت..
ثم جاء العصر القوطي او عصر الباروك حيث الانطلاق والانفتاح على الحياة , بينما الاديرة تدعو الى الزهد والانسحاب من العالم...
تميز هذا العصر بالعبثية او القدرية , والكثير كان موسوس من الطابع الزائل للحياة..
والوضع السياسي كان فيه صراعات كبرى, حيث مزقت الحروب اوروبا في حرب الثلاثين عام
( 1618 – 1648 )
بحرب بين الكاثوليك والبروتستانت
ظهر فلاسفة كثيرون يعبرون عن التغيرات الفكرية في كل مرحلة...
ديكارت وسبينوزا كانوا يؤمنون ان العقل هو الاساس الوحيد للمعرفة...

جاء القرن الثامن عشر , وضع مونتسكيو الفرنسي التركيبة الثلاثية :
السلطة التشريعية
السلطة القضائية
السلطة التنفيذية
وطالب بفصل السلطة التشريعية عن التنفيذية تفاديا للطغيان...
وقال انه لبناء دولة الحق, ينبغي ان يشرع ممثلو الشعب القوانين , ويقوم الملك والحكومة بتطبيقها...
*****************************
جاءت عصور التنوير وفيها التمرد على السلطة والمطالبة بحقوق الانسان وحقوق المرأة , ونشر المعرفة وتنوير طبقات الشعب كشرط أساس لبناء مجتمع افضل , وبدأ تأسيس علم التربية وفكرة المدارس
كان هؤلاء الفلاسفة يظنون انه يكفي ان تنشر العقل والمعرفة , لتتقدم البشرية بخطى عريضة, وتصبح ثمة امكانية لوجود حلول انسانية مستنيرة بدلا من الجهل والشعوذة

بدأوا مناقشة الحقوق الطبيعية للانسان, حق التعبير وانتقاد الدين , حقه في الحرية والسياسة , النضال ضد العبودية...
تم الاعلان عن حقوق الانسان 1789 ميلادي , في الجمعية الوطنية الفرنسية , وظهر مبدأ تحريم انتهاك حرية أي فرد..
ظهر الفيلسوف كانت , ونظريته في شكل المعرفة , وهي تأتي من الوعي تجاه الاشياء او الحوادث, وهو الذي يحدد رؤيتنا نحو العالم...
ثم تكلم عن قانون السببية وكونه اساسي في تركيبة الكائن البشري
كانت تكلم ايضا عن القانون الاخلاقي الذي يحكم الانسان ويسيطر بواسطته على رغباته وغرائزه مما يميزه عن الحيوانات...
********************************************
بعد ذلك جاءت مرحلة الرومانسية 1800 – 1850 ميلادي
وكانت رد فعل على السلطة المطلقة للعقل خلال عصور التنوير..
وظهرت موسيقى بتهوفن , وكتابات غوته ..
ثم ظهر هيغل الالماني وكانت عندة نظرية عن التطور الجدلي للتاريخ :
حيث تذهب افكار وتأتي افكار...وكل فكرة تبني على فكرة اقدم منها , ثم تاتي فكرة جديدة تتصارع مع الفكرة القديمة, ويستمر التوتر بين خطين فكريين, الى أن تزيله فكرة ثالثة, تاتي وتتصارع مع الفكرة الأفضل بين السابقتين ( هكذا التطور الجدلي للتاريخ
يرى هيغل أن الصراع سببه تناقض أفكار ( يعني ايديولوجي
ثم جاء كارل ماركس بعده وعارض رأيه, وقال ان التناقض سببه مصالح اقتصادية..
ويرى ماركس أن المحرك الحقيقي للتاريخ هو تغير ظروف الحياة المادية...

بين هيغل وماركس جاء كيركيغارد من الدنمارك ...
وكان متدينا وملتزما ....
وجه انتقادات حادة للثقافة الاوربية وقال انها تتجه نحو الافلاس, لان الكنيسة اللوثرية تفتقد الحماسة والالتزام...وكان يسميها ( مسيحية يوم الاحد
وهو يرى انه لا يكفي ان تكون مسيحيا قليلا او الى حد ما , بل ينبغي ان تتبع خطوات السيد المسيح...
وهو يرى الانسان معرضا للمرور بثلاث مراحل في الحياة:
مرحلة جمالية : يبحث عن الجمال والمتعه
مرحلة اخلاقية : يلتزم بمباديء واخلاقيات محددة
مرحلة دينية : يلتزم بالديانة والايمان بالله
ويتنقل الانسان بين المراحل في سنوات حياته...البعض يظل يراوح في المرحلة الاولى فقط أو بين الاولى والثانية, والبعض يصل الثالثة بقرار ذاتي , حيث يجد الراحة والسكينة لنفسه القلقة...
****************************
ثم ظهر كارل ماركس الالماني بنفس فترة وجود كيركغارد..
كان فيلسوفا وعالم اقتصاد واجتماع ومؤرخ..
وهو يرى ان الشروط المادية في المجتمع هي التي تحدد جذريا نمط تفكيرنا وهي التي تقع في اساس كل تطور تاريخي...
وان المراحل التاريخية تتميز بمواجهة بين طبقتين اجتماعيتين مثلا طبقة العبيد والاحرار, الفلاحين والسادة, النبلاء والبرجوازيين, الرأسمالية والعمال..
الذين يمتلكون وسائل الانتاج والذين لا يملكونها..
وهو يقول ان بداية الرأسمالية في اوروبا كانت مصانع وأجور منخفضة وظلم للعمال وتشغيل النساء والاولاد في ظروف سيئة, ويظهر الفقر والجوع والاستغلال...
بينما اولاد الرأسمالية يلبسون بدلات انيقة ويعزفون على البيانو ثم يتناولون عشاء انيقا ثم يخرجون في نزهة على جواد...

وحسب نظرية ماركس فإن الرأسمالية هي نظام يدمر نفسه بنفسه, لانه لا يسير على هدى العقل..
وهو يحمل نهايته في داخله , كيف ؟
المضاربة في السوق هي أداة الدمار له..
الرأسمالي يكسب الارباح ويشتري الات جديدة , ثم لتحسين موقعه في السوق يظل يشتري تقنيات جديدة ويخفض عدد العمال لتحسين المضاربة في السوق
لكنه لن يكون الوحيد الذي يفكر بذلك, كل حلقات سلسلة الانتاج يجب ان تكون اكثر مردودا, تكبر المصانع , وتصبح بيد حفنة من الرجال, وتتناقص اكثر واكثر الحاجة للعمال, وتزداد البطالة, وتصبح المشاكل الاجتماعية اكثر اهمية......
وعندما لا يتخلف فائض انتاج كافي للقدرة على المضاربة ؟
ماذا يحصل ؟
سيتم تخفيض الاجور ...
هذه الاعراض تقول ان الرأسمالية تتجه نحو النهاية ...


ويقول ماركس :
وسيصبح العمال فقراء الى الحد الذي لا يقدرون على تامين احتياجات حياتهم وحياة اسرهم...
ثم تاتي مرحلة الثورة على الرأسمالية , وتستلم الطبقة العاملة, وسائل الانتاج...

رغم ان للماركسية اخطاء وثغرات, لكنها قدمت فائدة للمجتمعات الاوربية حيث صاروا يعيشون في مجتمعات اكثر عدالة وتضامنا... ووضعوا قوانين لتحديد الاجور وساعات العمل ...
بعد ماركس جاء داروين بنظريته عن أصل الانواع, ثم فرويد ونظريته عن النحليل النفسي..
وكل هذه النظريات زادت الناس بعدا عن تقبل الدين, و أكثر ميلا لتمجيد العقل والانسان ...
ثم جاء سارتر الفرنسي ( 1905- 1980 ) و فلسفته الوجودية , وفكره الملحد... وهو يمثل انسان المدينة في القرن العشرين...
وكان القلق عنده على مصير الانسان هو مصدر للعبثية والضجر واليأس والضياع..
لا توجد اي قيمة او عقيدة ازلية تهدينا...
هكذا كان يقول....

ثم جاءت الفلسفة المادية..
ثم جاءت كتب كثيرة تتكلم حول السحر والتنجيم والجنس وكلها من اجل الحصول على المال..
انحسرت المسيحية , وحل محلها أشياء مثل الفطريات..
********************************************

بعد أن انهيت الكتاب, شعرت بالحزن , ووافقت كيركيغارد الذي قال : ان أوروبا إو الثقافة الغربية عامة, تنحدر نحو الإفلاس....
لم يحافظوا على الدين ولم يضعوا له مكانة مقدسة, حافظوا على الطقوس يوم الاحد , لكن افلية منهم تتبع خطوات السيد المسيح...
لم تقدر الطبقات الحاكمة ان يتحكم بها الدين لأنه يتضارب مع مصالحها , ففصلته عن الدولة , لتفعل ما يحلو لها..
الدين يأمر بالعدل والإحسان وحب السلام ومساعدة المظلومين ...
لكن هذا مجرد كلام ساذج بالنسبة للطبقات الحاكمة , يتناقض مع طموحاتها في التوسع والحروب وتكديس الثروات في ايدي قليلة...
العلم و اكتشاف قوانين الفيزياء والفلك مثلا , كانت يزيدهم جحودا وانكارا لوجود الله..
رغم ان المسلمين اشتغلوا بالرياضيات كالخوارزمي, والكيمياء مثل ابن حيان, والطب والتشريح مثل ابن سينا, لكنها ما جعلتهم يتمردون على الخالق, كانوا يقولون دائما : سبحان الله الذي علمنا ما لم نكن نعلم...
وكانت تزيدهم ايمانا بعظمة الخالق....

لا أعرف..
ثمة ثقافتين متناقضتين حقا , كل واحدة لها نظرة للعالم تختلف عن الأخرى...
الثقافة الغربية تمجد الإنسان , وحريته ورغباته واهوائه وتسمح للجشع والاستغلال أن يمضيا بلا حدود ....

وثقافة المسلمين تمجد الله, وتضبط نزوات الإنسان ورغباته وتكبح جماح الطمع وتحرم الإستغلال والإحتكار حتى لا تتراكم الثروات بيد فئة قليلة..

لذلك ظهرت في الغرب الرأسمالية والشيوعية , ثم الفكر المادي , ثم الالحاد , ثم العبثية.....
كلها بدائل في ظل غياب الدين.....
****************************************
رغم ذلك فإنني مؤمنة ان هنالك الملايين من المؤمنين في أوروبا رغم سيادة روح المادية وتغييب سلطة الدين...
وكذلك عندنا في أوطاننا توجد فئة ممن هم ضد الدين , رغم ان ثقافتنا هي من النوع الذي يتدخل بها الدين كعامل رئيسي...
المشكلة أن غالبية هؤلاء الذين يسمون أنفسهم علمانيين, هم من الذين تأثروا بالثقافة الغربية بطريقة ما....
إما بالشيوعية,او الرأسمالية...أو الوجودية او أي شيء آخر من محتويات ثقافة الغرب....
وأحيانا يجاهرون بأفكارهم , ومعظم الأحيان يخافون من ردود فعل الناس...
خصوصا في هذه الظروف الصعبة حيث تتعرض ثقافة المسلمين خاصة , لهجمة عدوانية كبيرة من الحكومات الغربية...
وثمة حملة تشويه كبيرة تحيط بالاسلام والمسلمين , تحزنهم, وتفرح قلوب أعدائهم....
ساتكلم عن هذا الموضوع لاحقا...

Tuesday, November 15, 2005

 
Monday, November 6th , 2005
Good morning…
The feast came, and went, and we are far away from our home, folks, and friends in Baghdad…
This is the first feast we spend outside of Iraq, since 15 years…
On the night of the feast I remembered our house, again I imagined it; dark, sad, and desolate, covered in dust… my tears fell, and I asked GOD to hasten our return home, all of us, that is; if it was for the good of us that we should return… and if it wasn't, may GOD give us the patience to part from everything that we love there, until we would be destined to return… I mean, the return of all the Iraqis from different exiles…from the Arabic countries around Iraq, or the furthest, or from Europe, America, and Australia, and wherever they are scattered, in the corners of earth…
And we always say: May GOD never give the good health or success to whoever joined in the destruction of Iraq, scattering its people around the corners of earth, or tore the unity of those who still live there, in spite of all calamities, paying the price daily, from their blood, comfort, and health… those who lost the simplest rights of a human to live peacefully…..for this became the No. 1 demand for Iraqis, in these difficult times… the times of globalization, freedom, and the democracy that Bush and his administration wanted to apply in Iraq, making Iraq a model for the region's countries….
And what a model!
**********************************
The world around us is confused by the news of violence, disasters, and the threats of an unknown future…
In Syria, there is fear, and worries as to what awaits the country, what stories the American administration is plotting to besiege Syria, because it is the last fort against the American policy in the Middle East after Iraq fell, and is an obstacle in the way to the dream of peace with Israel.
Under the pretext of Al-Hareeri's assassination event, America interferes to put her conditions; like evacuating the Palestinian organizations from Syria, considering them to be terrorist organizations…
Palestine and its people suffer daily the mass killings campaigns and the terrorism of Israel, many martyrs fall, young men, and children…as if their story has become the forgotten-always-present story…
With the news of the daily violence, killings, and destruction, led by the American administration against Iraqis, America is also responsible about what happens in the Palestinian land.
America supports Israel, and works to carry out her agenda, meaning, as they usually say: Israel isn't the one who does what America wants, but America does what Israel wants of her…
And the question is: why is a big, strong country like America steered by the interests of a small country that doesn't posses the elements of survival, except for the weapons and the army, which came to live in an environment that rejects her, like an alien being in a body… of course, that body will reject the alien being which doesn't belong, in every possible way…
And America supports Israel, and so does the western governments, to impose a reality on the people of the region; meaning- you will acknowledge that illegitimate state in spite of your noses…
What is it that joins the big and the small in collaboration, if there weren't some mutual goals and interests?
*******************************************
As we always look at our history for nearly 50 years, we see that all the calamities happened to destroy the countries of the Arabic region and its people, and at the same time to supply the life and justifications of Israel's existence, among neighbors who do not love her… not because they are racists or any other crap like that… but because they are convinced that its existence is illegitimate in the first place… and if every means of killing and destruction was used against the people of Palestine and their neighbors, this wouldn't give Israel the legitimacy to exist, nor would it give her neighbors the conviction that a normal peace or life could take place between Israel and her neighbors…..
In the 1948 war, who made Israel prevail over the Arabs?
And in the 1967 war, who supported Israel to prevail over the Arabs?
The Lebanese war in 1973, and its continuance for 15 years, was to destroy Lebanon and push the Palestinian resistance out of it…
Then, the Iraqi war with Iran in 1980, by an American incitement and financing to Iraq, to weaken both countries and lesson their threat against Israel. Then, the mistake of Saddam Hussein in entering Kuwait in 1990, so America came on with her fleets under the pretext of defending Kuwait, while the truth is to occupy the oil sources in the first place, then threaten the Arabic countries and pressure them to make peace with Israel. Then came the latest war on Iraq, in 2003, which was the last chapter, when all the masks were removed. And even though this war started under the pretext of the Iraqi weapons of mass destruction, but now it moves by another reality….
The story of Israel's existence among us can be similar to a story that goes like this: "We used to live in an apartment building, each apartment had its residents, then, a gang came along and attacked the residents of one apartment; killing some of them, while some ran away… and this gang occupied the apartment of those poor, evicted people… the gang besieged the apartment building day and night, by tanks, machine guns, and helicopters to protect the new occupants, and scare their neighbors…".
Well then, years shall pass, and the estrangement will still be on between the original residents and those new occupants, because they know that those are illegitimate occupants, who owned the place by terror, violence, and killing, and they shall tell their children, one generation after another, the story of those occupying usurpers… that means the situation shall keep on being complicated indefinitely….There will always be a gap between the two sides that nothing can fill, not even time, because the situation is deformed; there isn't any acceptable justice or logic, and any human with a living mind and conscience wouldn't accept something like that…
The "right" is something….. and the "force" is something else…
This is the position of Israel among her Arab Muslim neighbors, since it was formed; till now… its existence since the beginning was unjust, terrorizing, and unlawful….how could it dream to reap peace one day? Or live a normal relation with the neighbors?
Could people's memories be erased?
Can people be convinced that they are wrong, in the standards of right and wrong, or justice and injustice?
Perhaps the governments would yield to the political pressures and feel scared, and so move on to participate in peace conferences, peace treaties, and the likes of the empty words that aren't relevant in the world of reality…
But nothing can force the ordinary people to yield, or change their convictions….
And so, the speech about peace in the Middle East becomes only illusions, which have no roots whatsoever in the ground of reality…..
**********************************
I borrowed books from the library, about Sallah Al-Deen Al-Ayoobi, and the Crusades… I always Wished I had the time to read about this subject…
I do not know exactly the real, decisive reasons why the west waged these campaigns towards the east…some say they were religious, and some say they were economic, perhaps for both reasons at the same time… but it definitely caused a great rift in the relation between east and west….
The crusaders remained here some 200 years, and the Muslims never stopped butting and fighting them from time to time. There were some treaties and truce pacts every now and then, but there was an insistence from the Muslims to dislodge them from the Muslim body…
And that dream came true, after 200 years….
The crusaders went out, compelled, broken, but as if there is a hatred and a resentment that didn't die yet, and as if there is still a dream that keeps on tempting some westerners to get their revenge from that defeat…
I do not know why the Christian church, the feudal lords, and the European merchants at that time, why did they "export" their problems to the east?
Were they going through rough conditions, like the Bush administration did when he "exported" the war to Iraq, to get away from present or coming economical crises, trying to find new markets to sell the products, to control the oil sources, and any other reasons worthy of the American nation's sacrifices?
And sometimes Bush tries to mould the story in a religious form, inserting words like: GOD and Christ, as reasons for war on Iraq… but generally, America's war against us seems like an imperialistic war in the first degree, its reasons and aims economical in the second degree…
And all the rest is empty talk for consumption, and fool people's sentiments…
The crusade wars were also based upon fooling people's sentiments in Europe, with big words concerning The Prophet Jesus Christ and protecting the Christian religion from the infidel Muslims, and there were a lot who believed this and joined the armies. But from reading history I see it as a war to seek interests and privileges, much more than protecting The Prophet Jesus Christ, his religion, and his grave……
*******************************
And I read about Sallah Al-Deen…
Of course, he wasn't the first Muslim leader who fought the Crusaders to get them out of the Muslim land. Before him, there was Imad Al-Deen Zinkee in Syria, then his son, Noor Al-Deen Zinkee. Then, Sallah Al-Deen rose up in Egypt, then moved on to Al-Sham Land (present day Syria), sent his men to Yemen, Morocco, and parts of Iraq, uniting them all under the banner of the one Islam, without sectarianism, meaning; without stories of –these are Sunnies, those are Shia'ats, the stories that make the enemies of Islam happy, like what is happening now in Iraq. Then, he declared Al-Jihad, after he was sure the Muslims were a true force that can face their enemies, and get them…
He used to choose the appropriate timing for battles, when the force balances were evident, so the result wouldn't be dumb, foolish and frustrating, and wouldn't lead to the Muslim's bloodshed against a much stronger foe, and the battle's outcome like a mass suicide…..
He was just and honest with all people, Christians, Muslims, and Jews. The western leaders respected him, seeing him as an honest, righteous, brave opponent, who should be taken into account considerably…
The crusaders campaigns started in the year 1095 A.D., from Europe on to the Al-Sham Land, and the regions around it… they took over Al-Qudis (Jerusalem) in the year 1099 A.D. …
The wars of Imad Al-Deen Zinkee and his son, Noor Al-Deen against the crusaders were in the period from around 1140-1170 A.D….
And in the reign of Sallah Al-Deen, the decisive battle of Hitee'en took place, when the crusader's Jerusalem kingdom fell, and went back to the Muslims in 1187 A.D.
Then battles resumed, to besiege the castle of Akk'a and get the crusaders out of it…
But Sallah Al-Deen died, and didn't regain back Akk'a. He died around 1193 A.D.
But some other Muslim leaders continued finalizing the wars after him, getting the crusaders completely out of the Arabic region in 1291 A.D….
***********************************
Some questions are in my mind: During 200 years of foreign occupation, how many generations went, while still dreaming of getting rid of the occupiers?
How many generations kept their hope and faith, and how many lost them?
How many leaders betrayed, acting meanly, selfishly, driven by their self-greed, and how many more acted wisely, responsibly?
History says that all kinds were there….
And everything went on as it should….
And now, as I look at the condition of the nation; how many people are there who lost the hope of returning Palestine and Iraq to their legitimate owners, and of getting the occupiers out?
How many an Arabic leader stood an honest stance, and struggled against the occupations?
And how many an opportunist, or double-dealing, or traitorous leader relinquished and gave up the rights of people and land, in the face of occupiers?
How many men and women believe in resisting the occupation, as a duty and a responsibility towards the nation?
How many monkeys there are, who applaud the occupation, collaborating with it for the sake of a position, or a personal interest?
And how many a sectarian leader there is in Iraq now, who scattered the Muslims, making them weak in confronting their enemy?
*********************************
This paragraph caught my attention in the book: (…A messenger of one of the princes came to the tent of Sallah Al-Deen. He said he found him in a small tent, sitting on a rug with a prayer carpet, holding the Holy Quran, reading while facing Al-Qibla'a (the direction of Mecca), his shield, bow, and sword by his side, and his quiver hanging from the tent pole… " And when I saw him thus, the notion came onto my mind that he is the Victorious, for I have left the other princes seated upon silk beds, wine spilled all around them, drums beating…and there isn't a tent among there's that didn't house kinds of sins….".)
******************************
I read in a newspaper yesterday that Henry Kissinger says, (in meaning):(No opportunity must be given for Iraq to be ruled by a man who calls for Jihad…..)
I smiled…
Who brought Sallah Al-Deen and the likes of him to liberate the nation, and bring her back her dignity and glory?
It is all in GOD's hands…
When HE wishes, HE will deliver the power into the hands of men like Sallah Al-Deen….
I do not know if they are among us now, or will come with the next generations…..
But one day, they will come…
********************************************
Translated by May/Baghdad.

This page is powered by Blogger. Isn't yours?

Extreme Tracker
Links
archives